<جمال سميه> مشكلة إنسانية تحتاج إلى حل في بقعاثا - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


<جمال سميه> مشكلة إنسانية تحتاج إلى حل في بقعاثا
جولاني – 18\05\2008
الشرطة تعتقل المدعو <جمال سمية> من بقعاثا بعد اقتحامه بيت المواطن محمد المغربي الليل الفائت. محمد تفاجأ بشخص يخرج من غرفة خارجية في البيت عندما كان عائداً برفقة ابنه من عزاء الشاب سامح شمس، فقام الاثنان بمطاردته وإلقاء القبض عليه بمساعدة الجيران، ثم قاما باستدعاء الشرطة التي حضرت على الفور وقامت باعتقال جمال واقتياده إلى مركز الشرطة.
و <جمال سمية> هو جمال عماشة رجل يعيش أزمة بعد أن تركته زوجته من قرية المغار وأخذت معها الأولاد، الأمر الذي قلب حياة الرجل رأساً على عقب، فهام على وجهه في شوارع القرية، وأهمل نفسه، فتحول إلى مصدر إزعاج للناس، وأصبح الأولاد يلاحقونه في الشارع فيهزؤون منه ويرجمونه أحياناً بالحجارة، الأمر الذي دعاه إلى هجر القرية واللجوء إلى منطقة البساتين المجاورة. ومع الوقت طال شعر الرجل ونبتت له لحية وأصبح شكله يخيف الناس، فتحول إلى "فزّاعة" يظهر بين الحين والآخر فيثير الهلع في قلوب الأطفال والنساء، وخاصة في أوقات المساء. وبدأ الناس يشكون من أنه يدخل إلى البيوت في الليالي، وهو باعتقادهم إنما يفتش عن طعام يأكله.
ويقول السيد صلاح المغربي: "إن <جمال سمية> هو حالة إنسانية شاذة ونادرة في مجتمعنا، والمفروض أن يستوعب هذا الإنسان في مصحة أو مؤسسة تقوم بعلاجه حتى يشفى من مرضه. فهو إنسان غير مؤذٍ ولا يشكل خطراً على أحد، ولكنه يخيف الناس. فهو منذ ثلاث سنوات يعيش في البرية، شعره طويل ولحيته كذلك، وهو لم يستحم ربما منذ ثلاث سنوات. هو يدخل البيوت ليلاً لكي يجد شيئاً يأكله، ولكن ذلك يرعب الناس بسبب منظره الشاذ. المفروض أن تستوعب هذه الحالة، وأن يؤخذ هذا الشخص إلى مصح ويتم علاجه ليعود ويمارس حياته كشخص طبيعي".

أما السيد محمد المغربي فيقص علينا حيثيات اقتحام بيته من قبل جمال وكيفية إلقاء القبض عليه، فيقول:
"كنت عائداً مع ابني حوالي الواحدة والنصف ليلاً من عزاء الشاب سامح شمس، عندما تفاجأنا بشخص يخرج من غرفة خارجية في البيت، فقمنا بمطاردته حتى ألقينا القبض عليه، واكتشفنا أنه المدعو "جمال سمية". بعد إلقاء القبض عليه وتجمع الجيران لم يبد أي مقاومة، لكن منظره كان مخيفاً جداً وانبعثت منه رائحة كريهة امتدت على بعد أمتار منه. وعندها قمنا باستدعاء الشرطة التي حضراً على الفور إلى المكان. في البداية رفضت الشرطة إلقاء القبض عليه، لكننا حملناها المسؤولية إذا ما تعرض أحد لأذى، عندها قاموا بوضع القيد في يديه واقتادوه إلى مركز الشرطة".
وناشد السيد محمد بإيجاد حل للمشكلة، لأن الرجل أصبح يخيف الأولاد والنساء، ويمكن لأي شخص أن يتعرض لصدمة إذا ما تفاجأ به ليلاً، لأن شكله مخيف جداً. ويضيف محمد بأنه ليس الوحيد الذي يعاني بل أن جميع المواطنين في منطقتي "شعيفره" و "كروم الرمان" بالتحديد أصبحوا يعيشون بحالة قلق من هذه المشكلة.

ونذكر أن هناك عدة حالات في قرى الجولان شبيهة بحالة جمال سمية، ولكنها ليست بنفس حدة مشكلته. فهناك بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو ذهنية أو نقص ما، وهم بشكل عام غير مؤذيين وغير خطيرين على المجتمع، ولكنهم تحولوا إلى مصدر إزعاج دائم للمواطنين. فهم يجوبون الشوارع طوال اليوم، مهملين يفتقدون إلى الحد الأدنى من النظافة أو العناية، وهو أمر يدعوا إلى التساؤل عن عدم اهتمام أهلهم بهم، خاصة وأن مجتمعنا معروف بالتكتم والتستر في مثل هذه الحالات.

أحد المواطنين الذي فضل عدم ذكر اسمه وجه اللوم إلى أهالي هؤلاء الأشخاص، حيث يقول بأن هناك مؤسسات ترعى مثل هؤلاء الأشخاص، ومؤسسة التأمين الوطني تدفع التكاليف مقابل الاعتناء بهم. لكن ما يحصل لدينا أن بعض الأهالي يعميهم الطمع، فيتعهدون برعاية هؤلاء، ويقوم التأمين الوطني بدفع مبالغ كبيرة لهم مقابل ذلك، وهم بدورهم لا يقدمون أي رعاية لهم وإنما يتركونهم يهيمون على وجههم في الشوارع طوال النهار، وهو أمر يدعو للأسف والاستنكار.